اتعرف يا حبيبي و انا الآن في الستين من عمري بماذا افكر؟
-بماذا؟
-افكر كيف عندما كنت تراني تخفي نفسك وراء شجرة التوت الكبيرة و كأنك طفل يتوقع توبيخاً.
-اه.. اجل, كنت في التاسع عشر من عمري, و كنت اراك و ابتسامة خجولة على شفتيك.
-كنت تشتري كمية من الفستق, و كنا نأكل و نتبادل النظرات, و نضحك كالمجانين.
-اه, عشر سنوات من الحب البرئ لم تدنسه شهوة جسد.
-و لا عرفت انا وخز الرغبة.
-و انا, كنت عفيفاً مثل راهب حقيقي.
-كنا نكتفي بمتعة النظر, و الكلام, و الضحك.
-و حتى في شيخوختنا نضحك احياناً مثل المجانين.
احبك
قالت: اه, يا حبيبي لقد جعلتني احبك الى درجة بحيث لا اجد اية وسيلة دفاعية امام نفسي, ولا استطيع ان اتراجع ابداً.. هل تسمعني يا عزيزي..؟ هل انت معي؟ اجابها بصوت مسطح بارد, خال من أي جرس كما لو يتكلم في نوم عميق: عن أي شئ كنت تتكلمين؟
اللقاء جميل
قرأت بالقاء جميل (كانت اوراق الاشجار الزمردية تختلج بين حين و اخر بلمعان سريع, و تنساب ظلالها هنا و هناك في رقصات ساحرة متشابكة, و صدور الفخائي الحريرية تلمع في حضن الشمس العسلية) تنهدت بعمق و هي تردد: يا الهي, انه حبيبي يكتب مثلما يتكلم. لكم رقيقة روحه, و ساحرة كلماته ككاتب.
-اعراض الحب
سألتها صديقتها بحرارة عن اهم اعراض الحب الحقيقي؟
اجابتها بصوت دامع: اه, يا عزيزتي, و قاك الله منه.. الحب الحقيقي, اولاً يعلو محياك رغماً عنك الحزن, و تعاف نفسك الأكل, و يصفر وجهك, و تخف بعينيك هالتان زرقاوان, و يخاصم النوم جفونك, و تعانين من الشرود..
-اه, يا الهي, هذه مصيبة!
-روح الحياة-
قال: يا عزيزتي لا يمكن ان تعرفي روح الحياة طالما ترين الثواني, و الدقائق و الساعات و هي تحبو بليدة.
-بل اراها واقفة. و انت كيف تراها؟
-اراها تهرول, و اهرول معها.
-لماذا؟
-لأوقفها و ارتوي منها.
-ترتوي من ماذا؟ من بلادتها؟
-لا.. من الجمال الذي فيها.. من توهجها بالحياة الهاربة, من الحب.. في قلب و روح الزمن نحب فقط.