*مقـدمـة*
جذور إدارة الموارد البشرية برزت فيالولايات المتحدة الأمريكية . فمنذ بداية السبعينيات ميلادية برز مفهوم إدارةالموارد البشرية كبديل لإدارة الأفراد. وتحول الاهتمام بمحتوى إدارة الأفرادبمفهومها التقليدي والذي يركز الاهتمام على الاستقطاب التدريب المكافآتوإدارة القوى العاملة لمفهوم حديث يهتم بموضوعات تتعلق بإدارة ثقافة المنظمة، تصميمهياكل المنظمة، تحليل العوامل التي تؤثر على الموارد البشرية في المستقبل وتزويدالمنظمة بمجموعة من الكفاءات المناسبة. لقد تولد اعتقاد بأن إدارة الأفراد تفتقرللدور الإستراتيجي لأدائها أدوار ذات طابع أدارى وتحول الاهتمامالتقليدي بإدارة الأفراد والتي تهتم بالأمور الإجرائية في تسيير شئون العاملينلمفهوم أكثر حداثة وشمولا يهتم بالعنصر البشرى. ولتفادى تلك المشكلة كان لابد أنتشارك إدارة الموارد البشرية بفاعلية أكبر في الأمور ذات الطابع الإستراتيجي.
*تعريف إدارة الموارد البشرية *
يمكن تعريفها بأنها:
" نموذج متميز لإدارة البشر والذي يسعى لتحقيقالميزة التنافسية من خلال وضع استراتيجية للحصول على موارد بشرية تتميز بالكفاءةوالولاء" .Storey
أو
" مجموعة من النظم الفرعية المترابطة التي تشمل العمليات والأنشطة الخاصة بتوفير، وتنمية، وتشغيل الموارد البشرية في منظمات الأعمال. "
أو
" مجموعة من الإستراتيجيات والعمليات والأنشطة التي يتم تصميمها لدعم الأهدافالمشتركة عن طريق إيجاد نوع من التكامل بين إحتياجات المؤسسة والأفراد الذين يعملونبها. "
* أهمية العنصر البشري *
نتجت عن اتفاقية الجات بعض الآثار المتعلقة بقضايا العمل والعمالة مثل:
1- سعي الدولالمتقدمة إلى استثمار العقول الماهرة في الدول النامية لتضر بذلك رأس المال البشريبها.
فقد أوضح تقرير التنمية البشرية عام 1994م أن الدول الأفريقية هي من أشدالمتأثرين بهذه الظاهرة، بالإضافة إلى بعض الدول بقارتي آسيا وأمريكا الجنوبية.
2-وضعت الدول المتقدمة عقبات وقيوداً صارمة تحول دون هجرة العمالة غيرالماهرة إليها، ودعواها في ذلك هو استشراء البطالة بها.
ولقد أصبحواضحاً بصورة قاطعة أن للعنصر البشرى أهميته القصوى التي تعادل أهمية عنصر الميكنةوالتحديث التقني إن لم تزد عليها، كما أصبح أيضاً له أثر فعال على اقتصاديات الدولفي جميع مراحل نموها وتطويرها، فهو من أسباب تخلف بعض الدول النامية، وأيضاً منأسباب انطلاق الدول المتقدمة.
و العنصر البشري سيكون هو العامل الأكثر أهمية في رأي مدير شركة شل، حيث يقوم بابتكارالأفكار الجديدة والمؤثرات العقلية مما يؤدي لنمو الأعمال وتنميتها، ويضيف: "تعتبرشل خير مثال على ذلك، فقبل قرن من الزمن كانت شل مجرد شركة شحن بحري ولم يكن لديهاأية اهتمامات بعمليات النفط والغاز، ولكن العاملين في شل، من خلال إصرارهمومهاراتهم وقدراتهم العقلية، استطاعوا تشكيل كيان ومنزلة شل التي نراها في وقتناالحاضر.
* التغيرات العالمية و أثرها على إدارة الموارد البشرية *
تواجه المنظمات فى العصر الحديث ضغوط وتحديات تتمثل فى الزيادة المستمرة للقوى الداخلية والخارجية المؤثرة على استقرارها وربحيتها، فالحاجة الى تحسين الربحية والإنتاجية والجودة، أمور كلها تتطلب تغييرات ديناميكية فى جميع نواحى المنظمة لضمان البقاء الاقتصادى لها.
لقد أدت التحولات التى ألمت بعالمنا اليوم الى عديد من المتغيرات شملت جميع نواحى الحياة اقتصادية، اجتماعية، تكنولوجية، سياسية، ثقافية، وتشريعية، هذه المتغيرات العالمية تتسم بأنها سريعة ولم تعد تشمل مجالات بعينها ولكنها أصبحت تتسم باتساع النطاق والمجال، ولذلك فان آثار تلك المتغيرات على منظمات اليوم أصبحت تتبلور اما فى تحقيق نتائج أفضل أو العكس
اتجاهات "العولمة" الاقتصادية المتمثلة في تزايد الاندماج والترابط بين أجزاء الاقتصاد العالمي وفعالياته المختلفة مثل :
- استمرار الثورة التقنية في مجال المعلومات والاتصالات وما يتمخض عنها من تطورٍ هائلٍ ومتصل في إمكانات معالجة البيانات والمعلومات وتخزينها واسترجاعها ونقلها وتدفقها محلياً وعالمياً بسرعةٍ فائقة وتكلفةٍ معقولة.
- بـروز العلم والتقنيـة وسيلة ضرورية وحاسمة لتحقيق مكاسب اقتصادية في ظل تعاظم المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.
- عدم استقرار الأسواق العالمية للأوراق المالية والصرف الأجنبي والمواد الأولية وما يلازم ذلك من تذبذبات - ظلّت تزداد حدة وتواتراً - في الأسعار والعوائد.
- ظهور المجموعة الأوروبية بعد الاتفاق على توحيد نظامها النقدي وبدء العمل بالعملة الأوروبية الجديدة (اليورو) في مطلع القرن الجديد بصفته تكتلاً مهماً على الساحة الدولية بجانب
التكتلات الاقتصادية الأخرى وهي مجموعة دول أمريكا الشمالية (نافتا) ومجموعة دول حوض
الباسيفك (ايبك).
* الفرق بين إدارة الأفراد و إدارة القوى البشرية *
إدارة المواردالبشرية تركز بصفة أساسية على طبقة المديرين، بينما تركز إدارة الأفراد علىالعاملين.
يشكل المديرين في الصفوف الأمامية محور اهتمام إدارة الموارد البشريةمن خلال قيامهم بمسؤولياتهم فيما يتعلق بربط استراتيجية المنشآة بإدارة المواردالبشرية، بينما تركز إدارة أفراد في ممارستها على الأفراد والفنيين المختصين بشئونالأفراد بخلاف إدارة الأفراد.