تناولتُ بيدي ورقة عتيقة تآكلت أطرافها
وانحرفت سطورها ، وألقيت بها على طاولة مرتبكة
وعدتُ بظهري إلى الوراء أتأرجح وأُملي على قلمي
كلمات بثقة استعدتها من بين الركام .
قلت اكتب أيها القلم :
ورحتُ ألقي عليه أولا .. وثانيا .. وعاشرا ... أطيح بكل أركان
التسول على أبواب الشعر والمنثورات . ركناً بعد ركن
حتى انتهيت ، والتفتّ لأرى ما صنع القلم بغرور
الكتاب ...
فتفاجأت ... أنه لم يكتب شيئاً مما أمليت ، لكنه اجتهد
فكتب بخط الديوان ... كلمة .. ( كذاب )
___________________
آه لقد أنهيت لتوي مشروع بغض أعلن فيه كراهيتي لها ، نعم
وسردت فيه أسباب حماقتي الأولى معها عندما قلتُ لها أني
أحبها ، كانت لحظة ضعف أستحق عليها اللوم مني والهجر
منها ، فيبدو أن هذا الزمان غير جدير بقصص الحب ولاينبغي
فيه التيه بين كلماته وما أجمل أن يخلو الفكر والقلب ويتعافى
من الشوق وحكايات الغرام ، ثم ختمتُ رسالتي بالوداع
إلى الأبد ، كان خليطاً من أحاسيس شتى تراودني ، وتساءلت
ماذا عساها سترد .
دقائق وحضرت رسالة منها تُخبرني أنها قرأت رسالتي وأنها
كانت أجمل ماقيل في الحب !!!
ومرةً أخرى يخذلني قلمي .
_____________________________
كنت هناك لوحدي بين قلمي وأوراقي ، أنصبُ حبرا كدمعة
سلبت كحل العيون وتركتها باهتة جرداء حسيرة ، ومضت حكاية
لا تزال بلا عنوان ولا تزال آثارها تبدو أضحوكة ثامنة للدنيا ...
وأول تقارير الزمان .
لتُصادر أوراقي بحكم جائر ...
فأتمزق ألف قطعة ، بيني وبين قلم لا يهابني
قد أعلن العصيان ، وأسفر عن وجهٍ لم أألفه في الأقلام
اتهمته بالعقوق .. وجردته من كل قطرة حبرٍ قد يتمادى بها وأقمتُ
عليه دعوى الهذيان .
لكنه استأنف الحكم بدعوى حقوق الأقلام
واتهمني بالخذلان