قال المجلس القومي الامريكي للبحوث ان انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تسهم ايضا في زيادة درجة حموضة مياه المحيطات باسرع معدل خلال مئات الالاف من السنين.
وقال المجلس الاسبوع الماضي “ان التركيب الكيميائي لمياه المحيطات يتغير بمعدل وحجم غير مسبوقين بسبب انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناتجة من الانشطة البشرية.” واضاف “يتجاوز معدل التغير اي معدلات معروفة خلال مئات الالاف من السنوات الماضية.”
وتؤدي زيادة درجة حموضة مياه المحيطات الى تآكل الشعاب المرجانية وتعرقل قدرة بعض الانواع من الاسماك على العثور على مواطن معيشتها ويمكن ان تؤثر تجاريا على توافر بعض انواع الرخويات مثل المحار وخيار البحر علاوة على الحد من القدرة على تكوين الاصداف البحرية الواقية.
وقال التقرير ان عمليات التآكل والتعرية تحدث عندما يتم تخزين غاز ثاني اكسيد الكربون في المحيطات ليتفاعل مع مياهها مكونا حمض الكربونيك. وما لم يتم الحد من هذه الانبعاثات الغازية فان درجة حموضة المحيطات ستزداد مع مرور الزمن.
وتمتص مياه المحيطات نحو ثلث انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن الانشطة البشرية بما في ذلك الغازات الناجمة عن حرق الوقود الحفري وانتاج الاسمنت وقطع الغابات.
وينقسم مقياس الحموضة او تركيز ايون الهيدروجين في المحلول (بي.اتش) الى 14 درجة حيث يشير الرقم واحد الى اعلى درجة حموضة و14 الى اعلى درجة قلوية. وقال التقرير ان حموضة مياه المحيطات زادت بواقع واحد من عشرة نقطة مما يوحي بزيادة الحموضة منذ الثورة الصناعية باعلى معدل على الاطلاق خلال 800 الف عام الماضية.
واوصى تقرير المجلس بانشاء شبكة مراقبة لرصد حموضة المحيطات على المدى البعيد.
وقال التقرير “من الضروري انشاء شبكة عالمية للرقابة الكيميائية والحيوية المستديمة والصارمة لوضع المعايير ورصد التغيرات الناجمة عن زيادة الحموضة والتنبوء بها.”
وعكف العلماء خلال السنوات الماضية على دراسة هذه الظاهرة المتعاظمة الا ان زيادة حموضة المحيطات لا تكتسب حتى الان اولوية ملحة خلال المناقشات الدولية والامريكية المتعلقة بالتغير المناخي.