قائد روسي
"الرجل الفولاذي و الديكتاتور الأحمر"
الزعيم الشيوعي البارز و الديكتاتور الأحمر الذي حكم الاتحاد السوفياتي حكماً فردياً مطلقاً بعد إزاحته لكل رفاقه إما بالنفي أو بالاغتيال أو بخلع كل سلطاتهم.
اسمه الحقيقي فيساربو نوفيتش دجوغاشفيلي أما اسمه المستعار فكان جوزيف ستالين و معناه الرجل الفولاذي. عاش حياته بسيطاً كادحاً من أسرة فقيرة إذ كان والده إسكافياً فقيراً بينما كانت والدته تعمل والدته منظفة ثياب.
كانت أمنية والديه أن يكون كاهناً، أحلق بأحد المعاهد الدينية إلا أنه سرعان ما فصل من المعهد لأفكاره و نشاطاته و آرائه الثورية المناهضة لتعاليم الكنيسة.
مع بداية الثورة الروسية كان ستالين منفياً في سيبيريا و فترة اعتقاله التي دامت من عام 1913 و حتى قيام الثورة عام 1917 جعلته بعيداً عن الإعداد للثورة و لهذا فإن دوره في التمهيد لقيامها كان ثانوياً و متواضعاً رغم أنه كان عضواً في قيادة الحزب الشيوعي البلشفي الذي قاد ثورة أكتوبر.
بعد وفاة لينين برز اسمه مع تروتسكي كأحد اثنين لخلافة لينين و استطاع بفضل مهارته السياسية من استقطاب معظم أعضاء المكتب السياسي و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذي فضل ستالين المنادي بتطوير روسيا أولاً ثم تصدير الثورة للخارج بعكس تروتسكي الذي كان يعطي الأهمية الأولى لعملية تصدير الثورة للدول الرأسمالية لأن هذا التعاون و المهادنة مع النظم الرأسمالية هو خيانة و خروج عن المبادئ الشيوعية. فاز ستالين بتأييد الأكثرية في المؤتمر العام للحزب الشيوعي الذي انعقد في أواخر عام 1924 و انطلق من هذا الفوز لتصفية كل خصومه السياسيين فأخرج تروتسكي من الوزارة ثم من الحزب الشيوعي ثم نفاه إلى تركيا و المكسيك حيث اغتيل عناك في العام 1940 و طرد زميليه كامينيف و زينوفياف و قاد حملة اعتقالات و محكمات انتهت بإعدام الآلاف من رفاقه و أعوانه العديد من المصادر تشير إلى أن عدد ضحايا الحقبة الستالينية وصل إلى 12 مليون ضحية بحجة تطهير البلاد من المعادين للثورة.
و مع بداية الحرب العالمية الثانية أضحى ستالين سيد الاتحاد السوفياتي بلا منازع و لهذا لقب بالديكتاتور الأحمر استطاع أن يقيم حلفاً عسكرياً مع هتلر و اشتهر هذا الخلف بحلف هتلر-ستالين لكن هذا الحلف لم يدم طويلاً إذ اجتاحت الجحافل الألمانية الحدود الروسية بنجاح و وقفت أمام ستالينغراد (في شتاء 1942) و كورسيك (صيف 1943) اللذين شهدا أفول عصر النازية و بداية سقوطها.
عند الحرب العالمية الثانية خرجت روسيا بزعامة ستالين قوة عسكرية عظمى و عقد مع الرئيس الأمريكي روزفلت و رئيس الوزراء البريطاني تشرشل مؤتمر طهران (1943) ثم مؤتمر يالطا (1945) ليعاد رسم خريطة العالم وفق مصالح هؤلاء الكبار.
امتلكت روسيا لأول مرة القنبلة الذرية في عهده فارضاً نفسه كأحد القوتين الأساسيتين في العالم كله يجانب تحويل الاتحاد السوفياتي من بلد زراعي خفيف إلى بلد صناعي كبير و اعتماده التكنولوجيا الحديثة و كذلك تحقيق زيادة في الإنتاج القوي تتراوح ما بين 200 و 400 بالمئة في مختلف الحقوق فضلاً عن زيادة طاقة روسيا الحربية و قدراتها الدفاعية.
أما معاداته لليهود فمردها إلى اشتراكهم في عدة مؤامرات استهدفت حياته و قيل أن عدة مؤامرات استهدفت حياته و قيل أن عدد من الأطباء اليهود كانوا قد تورطوا بها و قد تبع ذلك حملة إبادة و تطهير واسعتين للشيوعيين اليهود.
في العام 1953 توفي ستالين، و بعد ذلك بثلاثة أعوام وقف خروتشوف و أذاع تقريره الشهير الذي عرف بتقرير
خروتشوف فاضحاً كل ممارسات الحكم الستاليني و كرس خروتشوف عهده لمحو آثار تلك الحقبة و المبالغة في إظهار انحرافات ستالين عن الخط الشيوعي مما سبب شرخاً في الحركة الشيوعية العالمية أدت في الكثير منها إلى الانقسام و الانفصال عن الحركة الأم.
يقول ميلوفان دجيلاس الذي كان بمثابة الرجل الثاني في السلطة اليوغوسلافية بعد الماريشال تيتو و خليفته عن ستالين. في إحدى مقالاته الشهيرة عام 1940:
"هل هناك سعادة أكير و شرف أعظم من شعورك بأن أقرب رفيق و أحب صديق إليك هو ستالين؟ لقد حقق ستالين ملحمة الحرية و الإخوة بين الشعوب...إنه رجل الدولة الوحيدة الذي يهتم بمشاكل غيره قبل مشاكله. إنه مثال يعلم بكل ء و يرى كل شيء، و كل ما هو إنساني قريب إلى قلبه، عزيز عليه". بعد هذا التمجيد المفرط بستالين يعود دجيلاس و بعد أربع سنوات ليعبر عن شكوكه و مرارته من ستالين ليقول:
"كان يعلم أنه واحداً من أقسى الحكام و أشدهم استبداداً في تاريخ البشرية، على أن ذلك لم يقله قط، و ذلك لاقتناعه بأنه ينفذ حكم التاريخ و لم يكن يزعج ضميره شيء رغم أن الملايين قد أهلكت باسمه و بالأوامر التي أصدرها. و رغم أنه أعدم الألوف من معاونيه بتهمة الخيانة، و ما كان ذنبهم إلا عدم ثقتهم بأنه يقود الشعب إلى السعادة و الحرية و المساواة لقد كان صراعه نحو السلطة طويلاً، غير أنه انتصر في النهاية. و الانتصار هو المقياس الوحيد للحق، إذن ما هو الضمير؟ هل هو موجود؟ لم يكن للضمير مكان في فلسفته، فكيف في أعماله؟".