بداخل خلية النمل هذه حركة لاتهدا وكان الجميع سعدا وهم يبذولون الجهد من أجل الجميع تضحية وعطاء...
في الطابق الاسفل يعتني زمرة من الخبراء بعدد من البيض يفوق الاربعة ميلون بيضة سئم سكانها حيزها الضيق وسوف يرون النور بعد أيام قلائل هم اطفال اليوم و صناع الغد..
وفي المدخل عاد عدد من العمال يحملون بعضا من التموين وبعضهم علي مسافة سيصلون في وقت قريب هذا ما اعلنه كبيرهم . ماجت الخلية بحركة ونشاط عظيم في تفريغ المؤن الجديدة وتخزينها وسر الصغار وسعد الجميع حتي ملكتهم الحبيبه كانت ترسل نظرات الرضي للجميع..
أعلي سطح الارض كانت خطوات الفيل العملاق تضرب الارض وتعلو وجهه نظرات غرور واستعلاء واعجاب إذ أنه عظيم القوة والبدن .كان متجها صوب النهر وهو ينظر لقدميه العملاقتين لمح الخلية بجواره علي مسافة قريبه وكان بعض من النمل العامل يجري خوف ان تحطمه هذه الارجل الكبيره . ذاد هذا الموقف من غرور الفيل ومد قدمه وسحق الخلية وكل العاملين العائدين علي مقربة من مدخلها وهو يضحك رفع قدمه ونظر لحجم الدمار فسرته جدا نتيجة هذه القوة التدميريه لجسده الضخم ..
راي هذا المنظر الحزين والظلم الكبير عدد من العمال لايذيد عددهم عن الثلاثون كانوا هم من بقي من ساكني هذه الخليه التي سكنت حركتها للابد ظلوا يجارون بالبكاء وينتحبون ويفتقدون الاهل والاصدقاء وملكهتم الحبيبه ويتمنون لو أنهم كانوا داخلها و ذهبوا مع من ذهب..وبعد مده نظر أوسطهم وصاح قائلا لابد أن ننتقم من هذا الظالم المتجبر ونحن إن نشدنا هذه الحياة بلا وطن ولا أهل ولا ماوي فنحن إذا حقيرين وسفها وهذا ما لا نرضاه..قال قائل منهم وكيف ننتقم من من لايملاء عددنا هذا ظفره الاصغر لابد انك مخبول لعب الحزن بعقله. قال تقضي خطتي بان نقسم أنفسنا الي اربع مجموعات سته في إذنه اليمني وأخرين في اليسري وكذا في كلتا عينيه ثم البقيه في أنفه ونعمل علي دغدغته منها فيجن جنونه ويرتطم الاشجار والتلال في الغابه لانه لايستطيع بعدها ان يفتح عينيه فيموت منتحرا. لاتنسوا أن الله قال :وأعدوا لهم ما استطعتم) وهذا هو ما نملك و المستطاع.
إستحسن الجميع الخطه وتعاهدوا علي الموت في سبيل الانتقام من هذا العدو . ذهب الجميع وروا الفيل مستلقيا غير بعيد من النهر وسط دوحة من الاشجار وقد اغلق عينيه في طمانينة وسلام.قال قائل منهم كيف تدخل جموع العيون وهي مغلقه رد أحدهم ترابط المجوعتين قرب الاجفان ريثما تدخل مجموعتي الاذان وتبدا الدغدغه فيفتحها وتسرع المجموعتين لتسيطر عليها ..زحفت الجموع علي الجسد الضخم وإحتلت كل مجموعة مواقعها ففتح الفيل مزعورا عينيه واسرع المرابطون والتصقوا بعينيه بشده وبدوا في دغدغتها بقوه سالت دموعه وتملكه الم كبير وصار يهز راسه بعنف ويرتطم بكل الاشجار ويضرب الارض براسه آملا في أن تخرج هذه الاشياء من راسه الكبير.سال دمه كما سالت دموعه وصار يجري ويصرخ وهو لايدري ما حل به الي أن غرق في النهر الكبير هاج النهر وتغير لونه وأحمر سطحه وخاف سكانه ثم هدا رويدآ رويدا بعد أن سكنت حركة الفيل الهايج هبت نسمة لطيفه حملت علي سطح مياه النهر جثث لثلاثون نمله . لايعلم أحد عنها كيف غرقت . إلا الله
وداخل الارض تحرك صغار خرجوا مزعورين من بيض داخل خليه محطمه وتعاهدوا علي صيانتها واعمارها خرج عمالها اليفع وعادوا مهرولين نقلوا لملكتهم خبرا مفاده ان أمواج النهر حملت جثة فيل نافق . وبعد أقل من يوم صارت الجثة عظام (نخره ) بعد ان سلبت ثلاثة ملايين نمله لحم هذا الضخم ...
(عظة و عبره)
( كل ما في الدنيا يولد صغيرا ثم يكبر إلا المصائب. توجد كبيرة ثم تصغر )