وردَتِي الحمراءُ ماذا تطلبين
غيرَ أحلام أضاعتها السنين
فلكم دار الهوى فيك جريحاً
و لكم خضَّب خدَّيك الحنين
و لكم أهداك مفتونٌ بشوقٍ
بَان في مُقلته السِّرُّ الدفين
عيد أحبابك ما بين قصورٍ
و سفورٍ و فجورٍ تائهين
قبل أن يخطِفَهُم كفُّ المنايا
غرقوا في لُجة الفعل المشين
كلُّهم يَبْغُون كَسراً لحَيَاءٍ
و لهم شيطانُ لذَّاتٍ لَعين
و لهم داعٍ الى كل قبيح
و لهُم داعٍ الى الشَّر مُعين
كلُّهم يحمل و سط القلب داءاً
لا يُراعي حُرمَةًً في أهل و دين
رقَّعَ الوجه بِتَسبِيْلَةِ حُبٍّ
و رمى الطرف يباري الناظرين
راح يستهوى بناتٍ يَافِعَاتٍ
فاتناتٍ في الهوى لا تستكين
يشتري دبَّاً و قَلبَاً و يُغني
لحبيب غافلٍ في كل حين
أي حُب ايها الجَّاهل تبغي
فَدَعِ البَوح َو دع همس الانين
فَدمي يُسكب في بغداد نهراً
يَا زهور العيد ماذا تشربين…!
و أخي في القدس لا زال ينادي
آهِ يا وردتنا لو تسمعين.!
آه لو مَرَّ على عينيك حزنٌ
مسَّ أطفالَ بلادي الخائفين
و أخي و القَيدُ أعياه سنينا
و قتيلٌ و أسيرٌ و سجين
كيف يا و ردتنا يأتيك عيد
خِلتُك اليوم دموعاً تذرفين
عيد رُهبانيةٍ أرخت رِدَاهَا
بين فتيانٍ بسوءٍ حالمين
كل عامٍ تأدين الشَّوق حَياً
بأيادي قسوة ليس تلين
تتركين الكفَّ مخضوباً بِفُحشٍ
و تُميلين قلوب المائلين
و ردة حمراء يُهديها سفيهٌ
لسفيهٍ و مُهانٌ لمُهين
كم بكت اطفالُ بغداد بعيدٍ
و لَكَم لاذت بأهل جَاحِديْن
و لكم نَادت نساءٌ مسلماتٌ
بعد أن أدمى جناحيها الحنين
باحة حمراء من زهرٍ جميلٍ
و أسىً يُلبِسُها ماءاً و طين
بعد أن كانت بها الأبناء تَروي
سعفَ النخل بِدمعِ الزَّارعين
يتهادى فيك أبناؤك و رداً
و يغنون نشيد الغاصبين
قد تشبَّهنا بهم في كل أمرٍ
و تبعناهم الى كل كمين
و شربنا ما سقونا من كؤوسٍ
و أطعناهم بذل صاغرين
فاشربي يا و ردتي كأسَ صديدٍ
و اسكبي الكأس دماً للشاربين
و افتحي يا وردتي قلبك حتى
يلج الشرك به في كل حين
و اشربي يا أمة باعت هداها
و اشتَرت قلباً مع العزف يلين
أيُّما بنت تنادي لفتاها
و هواها بين آمالٍ رهين
و الفتي مابين رمي لسهامٍ
و التقاطٍ يطلبُ الصيد السمين
لا يُراعي حرمة في أهل دين
غَادرٌ يُغوي بَنَات المسلمين
سقطت بغداد من هجرٍ لدينٍ
و شكى الاقصى سياط الغاصبين
و أنا يا و ردتي الحمراء أشكو
ذلَّ أبناءٍ سِفاهٍ جَاحدين