عباس محمود العقاد الاديب والكاتب والشاعر والعالم الكبير المصري المنشأ والكردي الاصل، والانساني في كل طروحاته عبر فنون كتاباته مهما قلنا وكتبنا عن عظمة مؤلفاته فلن نصل الى ما وصله من شهرة واسعة عبر نشاطه الاجتماعي الواسع وعن روحه الوطنية السمحاء. نحن ادباء الكرد وبما لدينا الآن من حرية في التعبير لم نكن نتمكن ان نكتب عن هذا الموضوع في العهود السابقة رغم حقيقته الساطعة. لان الشوفينيين كانوا يعتبرون كل من سكن الوطن العربي أو كتب باللغة العربية فهو عربي. وفي نفس الوقت كانوا يعتبرون (شكسبير الانكليزي شيخ زبيراً عربياً لمجرد تشابه لفظي في الاسم رغم كون كتاباته باللغة الانكليزية ونظراً لكوننا نعيش الآن في غمرة الاحتفالات باعياد نوروز وشهور الربيع رأينا من المفيد ان نلقي الضوء على احد اشعار عباس محمود العقاد الذي كتبه بمناسبة قيام ثورة مصر سنة (1952) بعنوان (عيد النيروز) حيث شبه ثورة مصر بثورة نوروز عيد التجدد والانبعاث بعد انتصارها على الحكم البائد القاسي كقساوة الشتاء.. وطلوع الشمس المشرقة وقدوم فصل الربيع وفي نفس القصيدة يتبين لنا عمق كردية عباس محمود العقاد وتمسكه بمثيولوجياه القومي رغم مصريته مصر صلاح الدين الايوبي في ارقى زمانها اذ يقول:
اهلاً بنيروز وليد اهلاً بميلاد سعيد
يوم جديد، قلت بل عهد على مصر جديد
ثم ينتقل الى الحديث عن نوروز كعيد للربيع والورود ومن هنا يقول كان جديراً بأن يكون عيداً عالمياً يحتفل به في كل مكان اذ يقول:
يا صحبة التوفيق وفقتم الى النهج السديد
حييتم النيل المبارك واحتفيتم بالصعيد
عيد الوفاء اذ استعيد فمن الوفاء المستعيد
عيد له في ذمة التأريخ توفيق حميد
عيد الاوائل والاواخر والخمائل والورود
العالمية وصفه المعهود في كل العهود
من فارس عنوانه وصداه في الدنيا بعيد
وترنمت فيه العروبة بالقصيد والنشيد
وما بين شعر البحتري وبين نثر ابن العميد
أمم يؤلف بينها من حيث فرقها الجدود
ما احوج الدنيا اذا اختلفت الى عيد وحيد
نعم بهذه الابيات الجميلة يختتم قصيدته عندما يقول:
ما احوج الدنيا اذا اختلفت الى عيد وحيد
اي بجعل نوروز عيداً عالمياً لجمع شمل البشرية حول عيد ازلي يرمز الى الربيع والورود وما اجمل اهداء الورود في كل المناسبات فكيف بالاحتفاء بعيد الورود وما اجمل ان تكون عيداً عالمياً تترابط البشرية بباقات الورود.