قالوا في الحب
قد يصبر الرجل على عضة الجوع , وشدة الحرب , ومعانات الأهوال ، أما الصبر على الحب العارم الذي يسحر القلب , ويكسر الجسد , ويختصر لذات الدنيا كلها حتى تكون وصال الحبيب , وآلام الدنيا كلها حتى تكون هجره , أما الحب الجارف الذي يزلزل كيان الرجل زلزالا ًفذلك شئ آخر .
من كتاب أحاديث لعلي الطنطاوي صفحة 77
لقد عاش البشر دهوراً بلا علم ولكنهم لم يعيشوا يوماً بلا أدب .
إن ادم قال لحواء كلمة الحب , لم يحدثها في الكيمياء , ولا حلَ معها مسائل الجبر في رياض الجنة , والحب أول كلمة في سجل الأدب .
من كتاب أحاديث لعلي الطنطاوي صفحة 147
تلذ ُ عيني وقلبي منك في ألم
فالقلب في مأتم والعين في عرس
للعين دائرة استعلامات تتجسس لها على القلب , فتهتك ستره , وتذيع سره , والشاعر حائر بينهما و متعجب منهما :
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
من علم العين أن القلب يهواكِ ؟
من كتاب أحاديث لعلي الطنطاوي صفحة 157
العواطف كالتربة , تحتاج بين وقت وآخر للتقليب و التهوية ,
و تعريضها للشمس , يستحسن أن يتم ذلك خارج البيت .
الأعزب : هو رجل وقع في غرام شديد مع نفسه .
احتج الزوج على زوجته قائلاً : يجب أن أعرف من هو صاحب الكلمة العليا في البيت , وكوني واثقة من أني لن أنزل كيس الزبالة
إلى الشارع إلا أن أنتهي من غسيل الصحون .
شيئان لا يمكن للرجل اخفاؤهما عند الناس : عندما يكون مخموراً
وعندما يقع في الحب .
إذا أردت أن تعيش سعيداً عليك أن تخلص قلبك من الكراهية , وعقلك من القلق , وعش عيشة بسيطة , متوقعاً القليل معطياً الكثير
واملأ حياتك بالحب , وانس نفسك و فكر بالاخرين , وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .
الوردة الحمراء المتقدة تمثل اتقاد الحب واضطراب آلامه .
الوردة البنفسجية الحزينة الساكنة تمثل الوداعة .
الحاجة للحب :
الحب كلمة أكبر من أن تفسر , ولذلك كان مكانها من الإنسان : القلب و الصدر معاً وهما من أكثر المناطق حيوية ونشاطاً عند الإنسان . والحب من أحد معانيه هو احترام الإنسان لنفسه متجسداً
في احترام الآخرين , ومن أحد معانيه التضحية بالنفس في سبيل الغير , ومن أحد معانيه الخير كله للناس , إن الحب في أحد أشكاله
هو غليان النفس بالخير والتضحية والاحترام الناس أجمعين .
و الإنسان في موقعه من الحب إما أن يكون مُحباً , أو أن يكون محبوباً . إن الحب هو متعة الحياة بالحياة و بدونه لا تكون حياة على الإطلاق .
يتناول المحب في حبه مواضيع شتى . فقد يكون موضوع الحب هو الأنثى , وقد يكون الأم و الأب و الجد والجدة و الأخوة والأخوات والأقارب بوجه عام , وقد يكون الأصدقاء , وقد يشمل موضوع الحب أشياء غير إنسانية كالأزهار والنباتات والممتلكات الإنسانية من الأشياء النافعة والمقتنيات الجميلة , وأخيراً قد يكون موضوع الحب هو الطبيعة بكل ما فيها من أشياءٍ ومعانٍ جميلة .
إن كل إنسان ناضج وسوي , صغيراً كان أو كبيراً,ذكراً كان أو أنثى , يرغب بل يتمنى أن يكون موضوعاً لحب الآخرين أي أن يكون محبوباً . ولكي يكون الإنسان محبوباً من الآخرين عليه أولاً أن يحبهم بصدق و بشكل ظاهر يتبدى لهم عل شكل صدق ووفاء وإخلاص وكرم وشجاعة وصراحة وتضحية و مظهر أنيق ولسان عذب وحركات متزنة .
إن المحب هو إنسان أحب الحياة و أحب كل ما فيها من جمال فحقَّ له أن يعيش وحقَّ له أن ينال .
إن الإنسان بلا حب يعيش مكدراً كارهاً للحياة ولكل ما تحتويه ,
وبذلك فهو يفقد الراحة والسعادة ويطلب الموت باستمرار , ويمتنع عن العطاء , فيبخل على نفسه وعلى الآخرين , ويسود حياته التشاؤم والضجر والملل وقد يصل به الأمر إلى حالة من المرض النفساني تستوجب المعالجة .
إن الإنسان الذي لا يحب لا يستطيع أن يتذوق إلا مرَّ الحياة , أما حلوها فهو بعيد المنال عن ذوقه , ولذلك فهو يستحق كل شفقة وعون ممن يُتاحُ لهم تقديمها إليه .
وعلى العكس تماماً يعيش المحب حياته سعيداً , ويعطي للناس قبل نفسه خير ما عنده , وهو يتذوق طعم الحياة حلواً مهما كانت حقيقته.