حوار بين قلبين

** حوار بين قلبين **

1- أهذا أنتَ؟!

2- أهذه أنتِ؟!

1- تغيرتَ كثيرًا !..

2- إذن،، كيف تعرفتِ إليّ مادام التغير احتل كل هذه المساحة المخيفة في صوتك وعينيكِ؟!..

1- تعرفتُ إليكَ بقلبي .. وليس بعيناي!..

2- أما زال قلبكِ لا يُخطئني؟!..

1- كيف يخطئُكَ قلبي وقد كنتَ له يومًا دمًا وهواء وحياة!..

2- والآن؟؟!

1- تتغير الأحاسيس بفعل الزمن ؛؛ كبقية الأشياء الأخرى..

2- إذن،، تُصابُ أحاسيسنا بالشيخوخة كالإنسان؟!..

1- نعم.. وتموت أيضًا كالإنسان..

2- أماتَ إحساسكِ الجميل نحوي؟!..

1- لو أنه مات لَما تعرفتُ إليكَ الآن بعد كل تلك السنوات..

2- إذن،، مازلتُ أحتل فيكِ مساحة!..

1- نعم.. لكنها ليست كالمساحة القديمةالتي كنتَ تحتلها في السابق بداخلي!..

2- وما الفرق؟؟!..

1- كالفرق بين اليوم والأمس!..

2- أحيانًا لا يفرق اليوم عن الأمس شيئًا!..

1- يكفي أن اليوم هو " اليوم" ،، والأمس هو " الأمس" ..

2- وأيهما أنا فيكِ ؟؟!..

1- أنتَ الأمس يا حبيبي ،، بكل ما في الأمس من مشاعر وأحاسيس وأحلام وآلام..

2- إذن ،، أصبحتُ أمسُكِ يا عزيزتي؟!..

1- لماذا تتحدث وكأنَّ الأمس شيء بلا قيمة ولا أهمية؟!..

2- الأمسُ يا حبيبتي شيء ميت !..

1- ومن قال إن الأشياء الميتة بلا قيمة لدينا ولا أهمية ؟؟!..

2- وهل تُمثِّلُ الأشياء الميتة أهمية؟!..

1- لو لم تكن كذلك لَما بكيْنا عليها !..

2- نبكي عليها نعم ،، لكننا سرعان ما ننساها،، وسرعان ما تجف دموعنا عليها..

1- لا تنتهي أهمية الأموات بمجرد انتهاء مراسم البكاء وطقوس الحزن عليها..

2- تُبرِّرين موت إحساسُكِ نحوي ؟؟!..

1- أنا لم أقُل إن إحساسي نحوكَ قد مات .. بل قلت: إنه أصبح " أمسي" ..

2- تتلاعبين بالألفاظ كعادتكِ !..

1- تمامًا كما كنتَ تتلاعب أنتَ بالمعاني!..

2- تغيَّرتِ كثيرًا !!..

1- لم أتغيَّر ،، لكنني نضجت .. عقلت .. تعلَّمت .. أدركتُ أن الحب من طرف واحد هو نوع من

أنواع الموت البطيء والمُتعمَّد ،، ومستحيل أن يستمر ..

2- لماذا ؟؟ هل كنتِ بـ " الأمس " مجنونة ؟؟!..

1- نعم يا حبيبي ،، كنتُ مجنونة بكَ فوق الحد !..

2- وما هو حد الجنون في نظرك ؟..

1- الحد الذي وقف عليه إحساسي تجاهك ذات يوم !!..

2- أكنتِ تحبينني بجنون ؟!..

1- لا .. بل كنت أحبكَ بغبااااء !.. وكنتُ أعذِّبُ نفسي بذلك الغبااااااااااء بجنون !..

2- وهل ندمتِ على ذلك ؟!..

1- لا .. لم أندم يومًا ؛؛ لأنها كانت تجربة مريرةً .. لكنها أكسبتني الكثيييييير من الخبرة

والمناعة من الألم ..

2- انظري خلفكِ .. هناكَ رجلٌ يناديكِ ،، ويقترب منكِ ،، من هو هذا الرجل ؟!..

1- هذا هو " يومي " .. يومي الذي تلا " أمسي " معكَ !..

2- والطفل الذي خلفه ؟؟..

1- هو " غدي " الذي أحيا له ،، ومن أجله ..

2- انتظري إلى أين أنتِ راحله ؟!..

1- إلى " يومي " و " غدي " ..

2- و " أمسُكِ " ؟؟!..

1- رحل في قافية " الأمس " !...

** رشة عطر **

* قد نكتشف يومًا أن إحساسنا الجميل البريء تجاههم لم يكن سوى وجبة عذاب ..

والله العظيم صح..اهداء الى شخص مايسوة تم اكتشافه بعد فوات الاوان

» حوار مع دمعتي
» حوار مع الغفلة ..
» حوار بين الفجر والليل
» حوار بين أدم وحواء
» حوار بين عاشقين