الموضوع مقتبس \ متى بدا الاحتفال بعيد الام
كانت الأم منذ القدم اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع وضمان نجاحه ورقيه، فلا يمكن إغفال دورها الكبير في تربية الأجيال وإعدادهم الإعداد السليم الذي يؤهلهم كي يصبحوا قادة المجتمع مستقبلا. ولقد حبا الله سبحانه وتعالى الأم بعاطفة الحنان أو الأمومة التي تميزها عن الرجل وجعلها دافعا غريزيا لديها لحماية الطفل والسهر على تربيته، لذا فقد نادت جميع الديانات والحضارات بتكريم الأم وإعلاء شأنها، وفي وقتنا الحاضر تجلى الاحتفاء بالأم في عيد الأم الذي تحتفل به جميع دول العالم على اختلافها. بداية عيد الأم بدأت عادة تكريم الأمهات والاحتفال بيوم لهن منذ آلاف السنين وتدرجت بتدرج الحضارات، فأول الاحتفالات المعروفة بعيد الأم هي تلك الأسطورة التي قصها شعب "فريجيا" بآسيا الصغرى، حيث كانوا يعتقدون أن "سيبيل" ابنة السماء والأرض أم لكل الآلهة الأخرى، ويقومون في كل عام بتكريمها لاعتبارها أهم آلهة لديهم، ويعد ذلك أول احتفال حقيقي من نوعه لتكريم الأم. أما اليونانيون القدامى فقد كانت الآلهة "رهيا" هي الأم لديهم، لأنها كانت أقوى الآلهة حسب معتقدهم وقد كانوا يقيمون احتفالا مهيبا في بداية كل ربيع احتفاء بها، في حين كانت الآلهة الأم لدى الرومانيين هي "ماجنا ماتر" أو الأم العظيمة كما كانوا يسمونها. وقد قاموا ببناء معبد خاص لها أسموه "تل بالاتين" يحتفلون فيه ثلاثة أيام في كل عام بدءا من الخامس عشر من مارس في مهرجان يسمى "هيلاريا" ويجمعون الهدايا ليضعوها في المعبد ظنا منهم أن ذلك يبعث السرور والفرح في نفس أمهم المقدسة. وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام على شرف "الكنيسة الأم" - الكنيسة التي يتم تعميد الطفل فيها- في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط، ليقوم كل شخص بشراء الهدايا وإهدائها للكنيسة التي عمد فيها. أحد الأمهات بدأ في العصور الوسطى شكل آخر من الاحتفالات بعيد الأم، فرضته الأوضاع المعيشية المتردية آنذاك، فقد اضطر العديد من الأطفال للغياب عن منازلهم وأسرهم من أجل العمل، وكان يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم مرة كل عام في يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير من أجل رؤية أمهاتهم وأسرهم فسمي ذلك اليوم "أحد الأمهات"، ومع بداية حركة الاستعمار اندثر ذلك الاحتفال منذ عام 1872. آنا جارفيس وعيد الأم آنا جارفيس هي المؤسسة الفعلية لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدت في عام 1864 وعاشت في "جرافتون" غربي و
لاية " فيرجينيا" خلال فترة شبابها. كانت آنا تبلغ عاما واحدا عندما انتهت الحرب الأهلية، وبالرغم من ذلك كان الكره منتشرا بين العائلات آنذاك، وكثيرا ما سمعت والدتها تقول "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم". من أجل ذلك سعت آنا لتحقيق رغبة والدتها في تكريم أمهات الأسر المتحاربة حتى ينتهي النزاع القائم بينها، فقدمت طلبا إلى حاكم ولاية فيرجينيا بتخصيص يوم للاحتفال بعيد الأم، وقد تمت الموافقة على طلبها ليكون الثاني عشر من مايو 1907 أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية. لم تتوقف آنا عند هذا الحد، بل استمرت في كتابة الخطابات منادية بجعل ذلك اليوم عيدا قوميا في كل الولايات الأمريكية ويحدد الأحد الثاني من مايو يوما خاصا به، وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بتلك المناسبة إلى أن قام الرئيس "ويلسون" في التاسع من مايو عام 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال "بعيد الأم" في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات. واستمرت آنا في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التي تنادى فيها بأن يكون هذا اليوم عيدا عالميا تحتفل به شعوب العالم كلها وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها في عام 1948 تحقق حلمها وانتشرت الفكرة في جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل بعيد الأم أكثر من أربعين دولة على مستوى العالم الغربي والعربي. حول الاحتفال بعيد الأم في العالم • الهند يحتفل بعيد الأم في الهند في أوائل شهر أكتوبر ويستمر الاحتفال لمدة عشرة أيام في مهرجان يعرف باسم "درجا بوجا" وهو اسم أم قديسة لديهم من الآلهة الهندوسية، يجسدها تمثالها في شكل امرأة طويلة للغاية لها عشرة أذرع وتحمل في كل ذراع سلاحا لكي تدمر الشر به. • البرتغال وأسبانيا يحتفل بعيد الأم في هذين البلدين في الثامن من ديسمبر ويرتبط الاحتفال بالكنيسة حيث يتم تكريم السيدة العذراء. • فرنسا والسويد يتم الاحتفال بعيد الأم في آخر يوم أحد من شهر مايو، ويعتبره الفرنسيون يوما للأسرة بأكملها حيث تلتف الأسرة حول المائدة لتناول العشاء وعند نهاية الوجبة تقدم كعكة خاصة للأم....