حاولت ان تتهرب من لقاءه...نجحت فى هذا عده مرات حتى الان ولكنها اليوم ترى هذا شبه مستحيل.. فقد حان موعد دفع مقابل أخر الدروس التى يساعد اخيها الصغير فيها قبل الامتحان وليس فى المنزل سواها وأخاها
تذكرت كيف بدات قصتهما حين إحتاج اخوها احمد لدروس تقوية فى مادة اللغة العربية وكلفها والداها بالذهاب الى مدرسته والتحدث مع معلم الفصل لياتى الى منزلهم ليساعده فى دروسه
وكيف كان أول لقاء بينهما قاسيا حين أشتكى من إهمال اخيها وضعفه فى الماده واهمال العائله لمتابعته وتتذكر كيف تألمت لهذا الكلام فهى تعلم أن والديها كبار فى السن وليسا متعلمين التعليم الذى يتيح لهما متابعة دراسة ابنهما وهى دراستها صعبه وتحتاج كل وقتها و تعمل ايضا لتساعد فى تكاليف دراستها كما أن أخاها ليس متعاونا فى الفهم منها
ابتلعت كلماته القاسيه بألم واعتذرت له وطلبت منه ان يساعد اخاها بدرس خاص
وافق على مضض لقله وقته ولكنها ألحت عليه لاحتياجهم لمن يساعدهم فى التعامل مع اخيها خاصة قبل الامتحان
بدأ كمال يتردد على منزلهم لاعطاء الدروس المتفق عليها وكان عليها ان تكون هى المسئوله فى الغالب عن تلقى اللوم على اهمال اخيها ومتابعه اتمامه لواجباته فهى الاكثر تعليما فى المنزل
وبدأت الاتصالات بينهما لتحديد وتغير المواعيد ولابلاغ كمال بتقدم أحمد فيما طلب منه من واجبات
ومن خلال الاتصالات بدأ بينهما بعض الكلام الذى ازداد ودا بتقدم الوقت وبدأ كمال يلاحظ رقة ريهام ورزانة عقلها ونضج شخصيتها والحزن الذى يبدو فى عينيها فى كثير من الاحيان مما شجعه على ان يطلب منها فى مرة أن يتحدث معها فى أمر يخصه عبر الهاتف
تعجبت هى من طلبه ولكنها لم تستطع الرفض خجلا منه فهو اكبر منها ومعلم اخيها الذى تثق فيه العائله ولم تظن ان كلامه سكون خارجا عن المعتاد
فى هذه المكالمه حدثها عن حياته وعمله المتعب مع الاولاد فى المدرسه وشقاؤه فى الدروس وأنه يفعل كل هذا لاجل زوجته واطفاله ولكن وبالرغم من كل هذا فإن زوجته لا ترضى ابدا عنه ولا عما يقوم به ودوما تطالب بالمزيد ولا شىء بينهم فى الحياه سوى الماده والاولاد
قاطعته ريهام كثيرا فى كونها لا تعلم لماذا يحدثها فى مثل هذه الامور فهى لاخبرة لها ولا دخل فى الموضوع...ولكنها كانت فى الغالب ما تصمت فهى غير متعوده على صد أحد
حاولت التهرب من مكالماته ولكنه حاصرها حتى بدأت تتعاطف معه ومع مشاكله وتعيشها معه وتفكر فى حلول لها وتفكر فيه وفى شخصيته الطيبه وكلامه الذى يأسر العقل وبنبرة الحزن فى صوته
ولكن فى نفس الوقت كانت معذبة الضمير بشده لكونها تخون والديها بعدم علمهم لما يحدث..... كذلك هى تفكر فى زوجة كمال واولاده وما الذى تستفيده هى من علاقه غير سويه كهذه
وتطورت مشاعرها تجاهه بالتدريج حتى تحولت لحب كان هو من ازكى نيرانه بكلامه وعواطفه الرقيقه وأحتياجه الشديد لها حتى انه طلب منها الزواج
وهنا وصلت حيرة ريهام الى منتهاها فمن ناحيه زاوجها سيحل احساسها بالذنب تجاه والديها ونفسها وتبتعد عن غضب الله بحصولها على حبها الجميل بطريق شرعى
ولكن من ناحيه أخرى هناك من سيدفع الثمن الغالى لهذا الزواج وهم اولاد كمال حتى وإن افترضت أن كل كلامه عن زوجته صحيح وانها وحش أدمى لكن ما ذنب الاولاد فى ان يفترقوا عن والدهم وكيف ستسعد هى وتعيش فى هناء ورضا وهناك من يعانى من اختطافها لوالدهم واستقرارهم من وجهة نظرهم
هى تعلم ان الزاواج الثانى ليس جريمه وانه حل لكثير من المشاكل ولكنها كانت تتمنى زوجا يكون لها وحدها وحياه هادئه مستقرة بدون مشاكل او احساس بالذنب
وكيف سينظر لها المجتمع كزوجه ثانيه أقل ما يقال عنها خربت بيتا لتعمر أخروهل حقا سيستطيع كمال ان يعدل بينها وبين زوجه لا يحبها ألاف الافكار كانت تدور فى رأسها وحرمتها من النوم لايام كثيرة ومنعتها من الحياه
بشكل طبيعى فاهملت دراستها وصحتها....حتى أن والديها شعرا بتغيرها الكبير وحزنها البادى على وجهها ونحول جسدها ولكنها لم تكن تريد أن تشرك احدا فى مشكلتها حتى لا تزيد همومهم
وكم تمنت ان يكون ما تمر به حلما وستفيق منه او فيلم تشاهده وسينتهى وليس واقعا يستنفذ كل طاقتها فى محاوله التأقلم معه او التخلص منه
هل هذا هو الحب الذى طالما تمنت ان تعيش فيه قصه رومانسيه رقيقه بريئه تنتهى بالزواج والسعاده ؟
ياله من حب مؤلم لم تجد فيه سوى العذاب والالم وتأنيب الضمير والحيرة من اول يوم
دعت الله كثيرا أن يلهمها الصواب وينقذها من حيرتها لعجزها عن اتخاذ القرار السليم وبكت كثيرا وهى تدعوه الا يعاقبها على خيانتها لوالديها ولنفسها
ولان كمال كان يلح عليها بالرد السريع بالموافقه ليتم استعداداته للزواج ولم يكن ليقبل بالرفض
طلبت منه ريهام مهلة للتفكيرلكنها كانت قد عقدت العزم على قرارتوصلت اليه بعد ان صلت طلبا للهدايه للصواب
لكنها رأت ان تبتعد عنه بالتدريج.
وبالفعل وافق كمال على المهله على امل ان توافق ريهام.
ولكن بعد ان طالت المده عليه عاد يلح عليها بالهاتف ويحاول لقاءها فى منزلهم أثناء دروس أحمد التى قاربت على نهايتها ولكنها كانت تتهرب منه وتتعمد الخروج من المنزل وقت الدرس.. وعدم الرد على مكالماته
إلى أن جاء اليوم الذى لم تستطع الهروب فيه حينها قررت ان تواجهه بقرارها النهائى
قابلته ببرود شديد وصمت ونظرات قاسيه عله يفهم ما تريد إخباره به ولكنه تجاهل كل هذه الاشارات وظل يطالب بمعرفه قرارها النهائى بتفاؤل شديد كان يجعلها تتردد فى إخباره بما صممت عليه خوفا من صدمته ولكنها عادت وتذكرت ما سوف تلاقيه إن وافقت على هذا الزواج الذى كتبت نهايته على نفس ورقة بدايته
وبالفعل استغلت قيام احمد لاحضار كتاب من غرفته
واستجمعت شجاعتها وقالت له فى عجله وتصميم اعتبر ما بيننا قد انتهى
لن ابنى سعادتى على شقاء الاخرين مهما حاولت اقناعى بعكس هذا ويجب الا نتحدث أو نرى بعضنا بعد اليوم وهذا قرارى النهائى ولا عودة فيه
حاول كمال ان يثنيها ويناقشها ولكن عودة احمد من غرفته انهت الكلام فانسحبت ريهام الى غرفتها بسرعه
ساعتها بكت كثيرا لم تكن تعرف لم تبكى هل لضياع الحب الى لم تكن تتمنى ان يكون بهذه الصورة ؟
ام لراحه نفسها من حمل ثقيل كان سيهدد حياتها دوما بعدم الاستقرار؟
ام ماذا؟؟ ولكنها تركت لدموعها الحريه المطلقه فى الانهمار كيف تشاء
وبعد فترة من البكاء احست بالراحه وان نفسها قد أشرقت من جديد وبخفه شعرت بها فى جسدها جعلتها توقن ان قرارها هذا كان هو الاختيار الصواب وان ما تم هو إختيار الله
عاد والديها من الخارج فاقبلت عليهما وهى تبتسم وضمتهما بشده
لم يعرفا سبب سعادتها ولكنهما ارتاحا لعوده ريهام الى طبيعتها المرحه
وعادت حياتها لسابقها فقد انتهى العام الدراسى واستسلم كمال لقرارها واحست بأن ما مرت به قد أفادها لتعلم ان عندها من الاراده ما تستطيع به متابعه طريقها الصعب فى الحياه
منقوووووووووووول