يِنّص قآنُون الحَيَاة , بَنْد أوقآت أَلِفَرح عَلَّى الآتي :
(لا فَرِحَه مُكْتَمِلة , ولا سَعَادَة باقية وإن طالََ أمَدَّها .)
و يفَكَّ شفَرَّه تِلْكَ الكُلَّمَآت , ما يسَمَّى " الَنَْسَقَ أَلاَّستَنَبَّأَطَيّ", فأن كآنَ هُنَاك قآنُون , إذن فهُنَاك "مَحَاكَمَ "تَعَاقَبَ مُخّتطَيّ القآنُون , فَمَنّ يستطَيِّع أن يقاضٍٍَى الحَيَاة ؟!!
كُلَّمَآت عَمِيقة آلَمََعْنًى ألقأَها شآبََ غَرَّ , قاطَنَّ عَلَّى مُقَرَّبه مَنّ شارِع تِلْكَ الِفَتأَهَ , بَعُد أن تَحَوُّلت حَيَّآته وأُدَيْرت دَفَّتّها إلى إتُجَأَه مُعَاكِس تَمَأَمَّاً , عِنْدَمَا آتى إلى هَذَا الُبَّيَّتَ طالَََبَا مَسْكَن جَدِيَد له , دَوَّنَ أونسه , أو رَفِقه .
بَضَعَه أيأَمْ و شَهْرِيّيِنّ متتّابعين , هَمَّ زَمَن آلَمَكوث في هَذَا الُبَّيَّتَ , وهَمَّ مَدَّه التَوَآصَلَ بَيَّنَ هَذَا الشآبََ وتِلْكَ أَلِفَتأَهَ , أمضأَها في عَزَلَه , بَعُد أن يأس مَنّ الحَيَاة ومَنّ عَلَّيها مَنّ لؤم الُبَّشَرَ , وذآت صَبَأَحَّ , أوقظ مَنّ نَوْمه ,وبَدَّل مَلاَبِسه , ليغَلَق الشِقَّة ذاهِبا إلى عَمِلَه , تَسَلَّلَ الدَرَجَ ليصَلَّ إلى مَدْخَل العِمَارَة , هُنَاك حَيْث صنادٍٍيق الُبَّرِيَد آلِيَّوْمِيّ التى لَمْ يِنّتبه لَهَا مُطَلَّقا مَنّ ذي قَبِلَ , فُلّا أَحَد يعَلِمَ مَكَآنه الَجََّدِيَد, فَمَنّ الُبَّدِيهِيّ أن تَكَوَّنَ فارََِغة فى كل مره ينظر إليها , ولَكِنّ هَذِهِ آلَمََرَّة , تقع عَيَّنَه عَلَّى مَظْرُوف بيه رِسَالَة في صنْدُوقه البَريِدىّ , فا تَوَقَّفَ عَنْ السَيَّرَ , وقَدّ بَدَأَ عَلَّيه مَلاَمُحّه الدَهْشَة , وَدَعَأَه الأمَرَّ أن يتَقَهْقَرَ للَوَْرَاءَ , لَيْسَتَجَلَّى سَرَّ تِلْكَ الرِسَالَة ,
فََّتَحَ آلَمََظْرُوف ليجَدَّ رِسَالَة مَنّ فَتّأَهَ , تَحَدَّثَه عَنْ إعَجَّآبَََهَا بهِ , وأنها تقَطَنَ في الشارِع آلَمَُجَأَوِْر لشَقّته , فآبََتَّسَمَّ وَجَّهَه الشأَحَِّب بَعُد طَوَّل بعادََ وَفَرَقَّه وقَطِيعه بَيَّنَه وبَيَّنَ أَلْبَسَمة , بَلَّ وَصَعَدَّ الدَرَجَ مَرَّه أخَرَّى تاركاً ما هَمَّ لَفََّعَلَه , وَجِلَس واضعاً الرِسَالَة أمأَمْه ناظَرَاً فأَحََِّصاً بها , وَقَّرَر أن يرَاسََلَها عَلَّى نَفَّسَ العُنْوآن , وآنه أيضا مُعْجَب بها , عَلَّى الرَغْمَ مَنّ عَدِمَ رؤيتها , وتَمَّضَى الأيأَمْ رَتِيبة , في تَرَاسَلَ بَيَّنَ الطَرَفَيِنّ دَوَّنَ أي لِقَاء , فَكََّلَّ يَوْم يفَعَلَ ما فَعَلَه سَلَفَاً , حَتَّى اِتَّقَدَت ناره آلَمَُشْتَعِلة في شَوَّقَ رؤيتها , وكادََت أن تَحَرّقه بشظيتها , حَتَّى قَرَّرَ أن تَكَوَّنَ الرِسَالَة رَقَّمَ عِشْرُون , هِيَ بَأَرَقة الأمَلَّ.
_ (عَزِيزتي لَوَّعَني الشَوَّقَ لرؤيتكِ , فا اِسْمُحَّيّ لي بمُقَآبَِله , أراك هُنَاك , عَلَّى مُقَرَّبه مَنّ تِلْكَ الشَجَرَة في نِهَأَيَْة شأَرْعَنا , في تَمَأَمْ العاشَََرَة مَسَاءً , كَوْنِيّ بخَيَّرَ .)_
وأَنْتهت الرِسَالَة بَتََّزَأَيَْد نَبَضَآت القَلَبَ , وارَتَعَاشَه الَجََّسَّدَ , في لهفه لرؤيتها في آلَمََسَاء , بَلَّ فَقَدَ التَرَكَيز في كَلَّ أموره , حَتَّى أشارت الساعٍٍَة إلى العاشَََرَة إلا رُبْع الساعٍٍَة , فا اِنْتَفَضَ في فَزِعَ , وهِرّول باِرْتَدَّاء أفَضَل مَلاَبِسه , وتَسَلَّلَ الدَرَجَ ليخَرَجَ مَنّ بَيَّتَه , مَضَى في خَطَّوآت سَرِيعة وقَلَبَه يِنَّتَفَضَّ , وَعْلى مُقَرَّبه مَنّ الشَجَرَة نَظَرَ فُوَجَدَ فَتّأَهَ رَقِيقه الَجََّسَّدَ , نَحِيفة القوأَمْ , وقَدّ كست خيوط الَذََّهَبَ رأسَهَا , وَقَفَ لَمْ يِنّبَثَّ ببِنْت شفه , مُرَاقِباً الأمَرَّ , يجَمَع شوارِد ذِهْنه , وشَتَآت أفَكَّاره , ليُكَوَّنَ جَمَل يعَبَرَ مَنّ خِلاَلَهَا عَنْ حَبّه لَهَا , ولَكِنّ ...
فاجأه شآبََ تصادَََفَ بالََفَتَاة وقَدّ أوَقَفَته وسَدَّدَ له نَظَرَآت فأَحََِّصه , فقَرَّرَ أن يبقى يراقَََبَ لَعَلََّهَا لَمْ تكن هِيَ ألَمُْرَاده , أنَصَّت لَحْديثها , فإذ بها وَقَّتذاك تقَوْل للرجل المار أماها :
_ لِمَإِذَْا تأخَرَّت
_ أتقَصَدََيِّنِى بأَلْحَدَيث ؟
_ نَعُمَ أنا مَنّ رَأَسََلَتك مُنْذُ بَضَعَه أيأَمْ وشَهْرِيّن عَلَّى عُنْوآنك الَجََّدِيَد فى شَقّه رَقَّمَ خُمْسه وعِشْرُون , وكَمَّ تَمُّنِيَت أن أقآبََلَك مَنّ وَقَّت بَعِيَد .
أصآبََ صاحَََّبَنا دَهْشَة , فَرَقََّم الشِقَّة هَذَا هُوَ عُنْوآنه القاطَنَّ به , وأطَرَقَ رأسه وانْدَفَعَ الدَم في وَجَّهَه فَصَّبَغَه بَلََّوَّنَ الأرَجَّوآن , ولَكِنّ قَرَّرَ أن صمت ويتآبَََعَ ..
رَدَّت أَلِفَتأَهَ عَلَّى الشآبََ الَّذِي اِسْتَوْقَفَته
_ نَعُمَ أقَصَدَك أنت , آلَمَ تَطَلَّبَ مُقَآبَِلتي عِنْدَ هَذِهِ الشَجَرَة ؟
_ رَقَّمَ الشِقَّة هَذِهِ هُوَ عُنْوآن جَأَرََى الَجََّدِيَد , فَقَدَ أتِيْنا إلى هَذَا الُبَّيَّتَ في يَوْم وأَحَِّد , وهُوَ يقَطَنَ أمأُمِّيّ مُبَاشِره ,
نَظَرَت أَلِفَتأَهَ إلى قَوْله , وقَدّ عَلِمَت أنها أخَطَّأت العُنْوآن , ولَمْ تعَدَّ تَعَثَّرَ عَلَّى أي كَلَّمَه تقَوْلَهَا , وَقَّتذاك يرَدَّ الشآبََ عَلَّيها ..
_اِسْمُحَّيّ لي بالََآنَصََّرَّاف , فأن زَوَّجَتي تُنّتظرَنَّي بَخلَفَّك مُبَاشِره , فُلّا تتَسَبَّبي لي في حَرَّجَ.
, وذَهَبَت أَلِفَتأَهَ , وذَهَبَ الشآبََ آلَمَُعَذَّب , وقَدّ تَرَكَوا آلَمََكَآن لأؤنسه الزَوَّجَ آلَمَُخَلِّص يتَمَتَّعَ بجَوّ الأسُرَّة وحَبّه لزَوَّجَته , بَعُد أن عَلِمَت أن لا مَكَآن لَهَا في قَلَبَه ولا بالََه , وذَهَبَ صأَحَََّبَنا بَعُد أن عَلِمَ بالََأمَرَّ , فاِنْتآبَََه حَزَن عَمِيق , ولَكِنّ سُرْعآن ما أخذ في الضَحِكَ بصوت عالََ جِدّاً , جعل الماره من الناس يَسخَرون منهُ , ثم توقف , ثَمَّ آبََتَّسَمَّ اِبْتسَأَمْه بَسِيطة وقالََ :
شَكَرَاً لِصّنْدُوق الُبَّرِيَد .