خلعت معطفى مسرعا تجاهها , اضعه على كتفيها المبتله المترعشه , فانضمت يداها مفركه الى فمها تنفث بها لتعطيها بعض الدفئ , الجو قارس البروده هذه الليله , والغمام ملئ المكان بظلمه رومانسيه , السماء أبت الا أن تُخرج ما بداخلها من ماء حنون , أصول وأجول فى تلك الأثناء منتظراً أمطار كانون الأول أن تلقى علىَّ قطراتها
مابلك ِعزيزتى ألقى بها ألان ., وكأن السماء استجابت لمطلبى فتساقط الماء منهمراً على رأسى , أفعال الصبيه سطت علىَّ , فأهرول الى هنا ., واذهب الى هناك , ضاربا بقدمى الماء الراكد على الارصفه , فتبلل سروالى وجوربى , ولا اعلم ايقظ انا نابهاً لما افعله ! , ام اهرب من اعماقى ومشاعرى ! , اين انتى فتاتى ؟! , ظللت احلم بكـِ , اراك فى منامى , فى قلبى تسكنى , فى عقلى تمرحى وتصولى , تنبأت كل اشيائك , كل صفاتك , اعلمكِ جيداً , فـ صفاتك لاتترك لى مجال لأرى اجمل منك , لوعنى الاشتياق فى غرفه الاحلام , فأصحو مستيقظاً على همهمت صوتك الحنون تحت مظله امطار كانون , فأذهب اليها مسرعاً , يا الهى انها اجمل مما رأيت فى احلامى ويقظتى , اتسمحى لى فتاتى , والفم لا يكاد يشعرها بحروفه تخرج من على شفتيها , ويداها لا تقوى على حمل المعطف عنى ., فأضعه على كتفيها , دون ان يشعرنى كانون انه فى ذروه ايامهالممطره , ولزعه برودته , فكل هذا تلاشى عنى لمجرد رؤيتها امامى , نظراتى تسقط من رمش عينى دون اى توريه او مداره عن ذلك , لا اعلم من هى , والى اين تذهب , وما الذى جاء بها الى هنا ؟ , فقط استمتع بهذا اللقاء القدرى , وياله من قدر , جلب لى اجمل مارأيت , مابالك انستى ؟ , تعالى معى الى هناك لتتناولى شئ دافئاً يُهدأ من روعه برودتكِ , فقط حركت رأسها دون ان تتفوه بكلمه , ترتشف قدحاَ من القهوه , واحده تلو الاخرى , وانتهيت سريعاَ اتمام هذا القدح , ما اسمك انستى ؟...... , لاعليك اذن ان كان سؤالى ازعجكِ , هدئت حالتك الان , اين تذهبى ؟ ... فلا تنطق بكلمه ..., يبدو انى ضيفاَ ثقيلا عليكِ فى تلك الليله
فاشارت بيدها ان لا لا , واصدرت بعض الاشارت ثانيه , ولا ا فهم اى منها , برهه من الوقت مرت سريعاً ., فى اعتقادى بانها لا تريد الحديث معى ., فخرجنا سويا بعد ان هدئت الامطار ., وآل كانون الى مسكنه تاركه بعض البروده القليله وبعض روائح امطاره ., خطوه تلو الاخرى وانا اضرم حزنا على انى لست بمرغوب , او انى متطفل بغيض , ومضت خطواتها دون حديث , حتى اتت الى مكان رحيلها فى تلك العربه ., فأخرجت من حقيبتها ورقه وقلم , وكتبت فيها
((اشكرك على مافعلته لاجلى ., كنت بأنُسه شاب يتمتع بـ الاخلاق والشرف ., ومعطفك ساجلبه لك فى القريب العاجل ., ولكن عذراً لعدم حديثى معك فانى .... ((اصمه)) لا اقوى على الحديث ...
انتبهت وبرزت عيناى, تكاد ان تخرج عن وجههى ., ولكن حزنت لاجلها ., ولاجل جمالها الفتان
ولم انتبه لهذا كله ولكن اجلستها فى العربه , هل للقاء من واصل ؟ ., وذهبت ., وقد امتلكت امل بها ., فكل ليله اذهب الى هناك ., اجلس انتظر امطار كانون , وانتظرها معها ., واتسائل فى نفسى
أترد معطفى فألقاها